Friday, December 22, 2006

..أنا كل ما بشوفك..


أقود سيارتى فى رحلة يومية تستغرق ثلاث دقائق، خمس دقائق على الأكثر فى حالة الزحام .. أركن قدام محل الحلويات اللى مالهوش زبائن ..انظر من خلال الباب الزجاجى وأصبح على نفس صينيه البسبوسة.. أعدل وضع السيارة لتحازى الرصيف بالظبط .. أخرج وصوت فيروز فى أذنى "...كأنى بشوفك لأول مرة حبيبى.." .. الساعة تسعة .. أدخل المكتب .. أضع حقيبتى ونظارتى الشمسية على مكتب رانيا .. عينية اليتيمتين تتفقدان المكان لا وتهداً إلا حينما يتبناهما وجودك .. لا أرى من بعيد غير جبينك منكب على المكتب .. لايهم .. مجرد فكرة انك موجود تكفينى .. أتجه الى حيث انت .. عندما أكون على بعد خطوات يبداً مفعول المخدر يسرى فى كلى .. لا أعترض فهذا تأثير عطرك بى .. كل يوم نفس الشىء .. أتجه اليك .. تنظر الى بعينيك التين لم يفارقهما النوم بعد .. ترد على الـ Bonjour بتاعى بـ Bonjour يصحبه تثأبك الكسلان .. أود ان أطبع ثلاث قبلات على جبينك العريض .. أقاوم حتى أقنع قدمى بالتحرك بعيداً عنك .. أتجه الى حيث لا أراك ..ولكنى أراك .. أنظر كل دقيقة على هاتفى المحمول .. تمضى ساعة وإثنين .. ينبض قلبى عندما أسمع صوتك يأتى من الخلف .. لا أراك ولكنى أراك .. أتمنى ان تبقى كثيراً .. قليلاً .. أتمنى ان تبقى .. تنهمك فى الحديث معهم .. لا ألتفت .. ولكنى أراك .. أتفقد هاتفى المحمول.

تمر الساعات وأنا ألهث كالعصفورة الجائعة .. ألملم لفتاتك وكلماتك المبعثرة بالمكان.

تمر الساعات حتى تدق الساعة .. أودع جبينك العريض بدموع جافة .. أود ان أقبله مره .. مرتين .. ثلاثة .. يحبك قلبى وضع كفنه الأبيض اليومى حول نفسه ويستعد لدخول غيبوبة مؤقتة أعتاد عليها يربطه فيها بالحياة الأمل فى رسالة من رسائلك ذات الكلمة الواحدة.

أترك المكتب .. أتفقد هاتفى المحمول مرتين .. أطمئن على سيارتى ووضعها الموازى للرصيف .. وأنظر الى صينية البسبوسة التى لم تنقص خرطة .. يرتفع صوت المحرك ومعه صوت الست فيروز "...أنا كل ما تودعنا كأنا ودعنا لآخر مرة حبيبى......".

4 comments:

Abu Salah said...

helwa awy , a great morning pic of feelings

حسن ارابيسك said...

أولاً أنا قلت لنفسي أول ما فتحت المدونة يارب هي مالها منوره كده ليه أتاري نورك غطى على الكهربا وبعدين كل اللي كان قدامك ده من محمر ومشمر ياخسارة كنت بتكلم على المحمر والمشمر في الأدبيات أتاري المحمر والمشمر عندك ديوك وفراخ وحمام وبط يابط ومشلتت يامشلتت لكن الكلمتين اللي قلتيهم جبران خاطر دول كتر خيرك عليهم واضح إنك كنتي مستعجله وعندك فرح تاني بدليل ما كنش عندك متسع من الوقت عشان أي تعقيب أو تصريح أونقد أو شخط أو نطر

ثانياً أموت وأعرف الرحلة التي تستغرق مابين ثلاثة دقائق إلى خمس دقائق داخل سيارة وسط زحام المدينة أكيد إنتي بتدخلي من باب السيارة وتخرجي من الباب الثاني مباشرة ودي تجربة في حد ذاتها فريدة وتستحق شرف المحاولة.

ثانياً: تعقيبي
هناك توازي وتوالي جميل في هذه الخواطر
مكان ركن السيارة ، الرصيف ،محل الحلويات - توازي
نظراتك ، صينية البسبوسة - توالي ثم توازي
الساعة التاسعة ، تعني المكتب ، تعني وضع النظارة والحقيبة توازي
عيناكي اليتيماتان والتفقد - توازي
جبينه والمكتب المنكب عليه - توازي
اقتراب الخطوات ثم سريان المخدر - توالي
عينيه والنوم - توازي
Benjour بتاعتك و Benjour بتاعته - توالي

Benjour بتاعته وتثأبه - توازي

ثلاث قبلات على الجبين لم أستطيع تصنيفهم
هل هم واحده ورا وحده أم هم دفعه واحده .. تفرق
لا أراك ولكني اراك - توازي
النظر والدقيقه والهاتف المحمول - توازي
صوته ونبض القلب توالي يعقبه توازي سريع
لا ألتفت لكن اراك - توازي
دق الساعه ووداع جبينه العريض
لا أُريد الإطاله ولكن جملة
وضع كفنه الأبيض اليومي حول نفسه ويستعد لدخول غيبوبه مؤقته إعتاد عليها
جمله عاليه قوي والإستعارة فيها قويه جداَ وأختزلتِ فيها كل المتوازيات والمتواليات
بالإضافة إلى أنها توصيف دقيق وفظيع للحالة يبعث على الأسى وبعض من السخرية ومصمصة الشفايف من البعض الأخر مع إضافة ورش بعض الكلمات فوق الفطيرة السايحه النايحه التي أمامنا .. الي تقول.. هي اللي جايباه لنفسها.. واللي تقول تستاهل.. واللي تقول كان إيه اللي رماها على الغُلب ده .. واللي تقول ..
حيرت قلبي معاك وأنا بداري وخبي... قُل لي أعمل إيه وياك ولا أعمل أيه ويه قلبي
بدي أشكيلك من نار حُبي.. بدي أحكيلك عا للي في قلبي .. إلخ

وأنا أقول لبطلة القصة القصيرة
ليه تقولي Benjour قبله قوليها بعده تفرق كتير لو كان هايقولها دي البدايه فقط وها تكون بوابه لأشياء كثيرة جداً تضع النقط على الحروف
فلا تعتادي النظر إلى صينية البسبوسة ولا تعتادي على الوقوف في محاذاة الرصيف ولا تعتادي تكرار النظر في الموبيل... إلخ
هل فكرت بطلة القصة في النظر في إتجاه آخر ربما هناك أيضا من يقف بسيارته في محاذاة رصيف أخر .
حاولي ألا تجُهدي نفسك في الدخول إلى عالم الأخرين لمَ لا تدعيهم هُم يُحاولون ويركبون سٌفنِهم ويُبحِرون ويحلمون بسُفنهم ترسوا على شواطئك البعيدة
أنتي تُذكرينني بشهيدة القط الأسود نفس الحالة ولكن المفردات مختلفة، تعددت الآسباب والموت واحد

حسن ارابيسك said...

فينك قلقتينا عليكي

إليكي مدونة شاعر تستحق الزيارة
http://mosaiiic.blogspot.com/

Anonymous said...

كاتبة تلك السطور تحكمها العديد من المتناقضات,فقد تكون فواحة العطر كأزهار الربيع و لكن أشوكاها الكامنة حادة ومؤلمة. ومما لاشك فية ان شخصيتها تنطوى على الكثير من الغموض المستتر بين طيات السطور, هذا الغموض والذى يكون فى بعض الأحيان متعمدا. كلماتها تعكس قوة وكياسة وثقة بالنفس فى مقابل قليل من الإهتمام بالعامه وآرائهم. تنتابها مشاكل وهموم غير تقليدية تتعلق بالخليقة والكون والأسرار والظواهر فوق الطبيعية.

قد تتملكها الكثير من النزعات الفردية, وهكذا هم دوما من يتميزون فى المجالات الفنية, ولكن مزيج شخصيتها يؤهل كتاباتها للوصول الى التميز. كما قد يشوب كلماتها التحفظ فى التعبير وهذا وإن صح فإنما يعكس ميولها الغريزية للكتمان ولكنها فى النهاية ....... متميزة فى إحاسيسها.