Tuesday, April 3, 2007

ذات الشعر السماوي


خرجت إلى الشرفة. أطمئنت على أجنحتها الوردية. عدلت خصلات شعرها الأزرق السماوي المنسدل. ابتسمت لنفسها في فخر، فهي طائر الفلامنكو الوحيد ذات الشعر الأزرق السماوي. فردت أجنحتها الوردية وحلقت إلى كل مكان، إلى أي مكان. حلقت في هواء يحمل عطر النجوم، في سماء مرصعة بأخوة لها. أغلقت جفنين على سحر أسود، يكفيك نظرة إليه وتلاحقك لعنات مدى الحياة، لعنات تجبرك أن تتبعه أينما كان.

مدت شفتيها فتذوقت اللؤلؤ المنسكب من السحابات القليلة المتناثرة. عطرت قدمين رشيقتين بماء ذهبي تصالح فيه الماضي مع الحاضر. رأت أوتارها ، مدت جناحها الوردي لتلعب ترنيمات شفافة، تملأها، تملأ الكون.

تنضم إليها صديقاتها من ذوات الريشات الوردية...هي الوحيدة ذات الشعر الأزرق السماوي. يرقصن، تبتسم. يرقصن، تضحك. يرقصن، ترقص. تعيرها السماء سحابة لتزين شعرها الأزرق السماوي. تتنفس الدنيا، فيغمرها عصير اللؤلؤ ويباركها الماء الذهبي.

فجأة تغرق الموسيقى. تنظر فترى ريشاتها الوردية متناثرة على الأرض. تختفي صديقاتها. ترى السماء الزرقاء وقد تناثرت بها بعض السحب المملة. ترى النيل يجري كما فعل في آخر كام ألف سنة، وكما سيفعل في الكام ألف سنة المقبلة. تسمع كلمة هي اسمها، تتذكر أمها التي لم ترها منذ العيد. تتذكر رائحة تبغ قيل لها أنها كانت لأبيها. تتذكر اسمها. سمعت النداء مرة أخرى، عدلت وضع منديلها الأزرق السماوي وعصرت طرف جلبابها الوردي من ماء الغسيل. اطمئنت على وضع الملابس على الحبل، وغرقت داخلها واختفت.