Tuesday, June 19, 2007

يوم جمعة بطعم غزل البنات



لا يصدقني البعض عندما يسألوني عن عدم استمراري في العيش في أمريكا حيث يأكلون الكباب مع الطحينة، وأرد ببساطة: أولاً، "البط المحشي " واللي بتعمله ماما في حالات خاصة جداً ، لما نكون كلنا موجودين أو أول يوم رمضان، أو لما اتحايل عليها أوي وأحسسها بالذنب وتأنيب الضمير وغلطها في حق البشرية و كل أبو ريش. والبط لابد وأن يصاحبه على الإيقاع حلة المحشى والبطاطس السوتيه، وفي حالة الرضا الغامر تبقي صينية رقاق.

أما عن السبب الثاني، ولو أن في رأيي السبب الأول كافي جداً، هو الشمس. فلقد اكتشفت بالطريقة الصعبة أني كائن شمساوي بالدرجة الأولى، أعيش بالشمس، أعشقها، أنتظرها، أتنفسها. في رأيي أن الشمس لها شخصية مرتبطة بالمكان، وأنا أرى نفسي في هذه الشمس، فهي تشبهني إلى حد كبير. وبما أني—والحمد لله وربنا يديمها نعمة—موظفة ولا أرى الشمس إلا في المناسبات والويك إند، فطبعاً يوم الجمعة الصبح ده مقدس، والروتين العادي إني أصحى الصبح أفطر البيض المسلوق والمحمر "أ لا ماما"، وأتفرج على "Desperate Housewives"، وأروح العزبة.

الجمعة اللي فاتت اختلف الروتين، وقررت أفطر "بايجل" مع رحاب في المعادي. إشمعنى بايجل؟ أسباب مش عارفاها لحد دلوقتي. المقلق إن البايجل كان عليه جبنة لونها بنفسجي. أتمنى فعلاً أن تكون توت بري كما زعم البائع. يومها كنت في نص هدومي لما رحاب عرفت أن مهاراتي الإنترنتية يا دوب زي علاقتي بالشعر الصيني بظبط. حطت رحاب اللينكات كلها على كتفها، وأخذت تحفر وتردم في هذا البلوج، لحد لما بعد السفلتة طلع بالشكل الجميل ده. يومها أهدتني رحاب كوفية بلون غزل البنات، وقالت لي: "علشان تدفيكي طول الشتا". كوفية بلون غزل البنات ريحتها فراولة. ابتسمت وفكرت: ليه كل شمس مش زي الشمس دي؟ وليه كل يوم جمعة مش بطعم غزل البنات وريحة الفراولة؟ نظرَت إلى الشمس وتنفست.

Tuesday, June 5, 2007

حتة سمكة نية في طبق سوشى

تضيق عيناك على ضيقهما لتفسح الطريق لمجرد خيط من الضوء يربطك بهذا العالم الذى تملكه. تفضل ألا تنشغل بغيرها فهى هنا لك ولك وحدك، ضحت بنفسها من أجلك، منذ ساعات كانت تسبح وحيدة مفكرة، الآن هى أمامك ببشرتها الوردية البضة ، تقدم روحها قرباناً لتحيا أنت.

ترمقها بعين التبجيل، تجد فى نفسك رغبة ملحة ان تتبادل معها الأدوار، فأنت تعرف انها أسمى منك، فهى تعلم وأنت تحاول ان تعلم، هى هناك وأنت مازلت تكافح لتصل.

تتحسسها، تهمس بأنك ستحفظها للآبد فى خلاياك، تدنيها منك لتتمتع بأنفاسها، أخيراً تقرر ان تندمج معها، هى داخلك، تغمض عينيك ليختفى خيط الضوء الأبيض، يختفى العالم ليظهر داخلك مضيئاً لامعاً.

لاحاجة للإصغاء فأنت تسمعها بوضوح الآن، تعيرك ألوانها الزاهية فيختار كل عضو منك لون يرفل فيه، تهبك ميثاقها الأبدى فتربط عليك يد الطبيعة مرحبة بك عضو جديد. تنشر داخلك وتقص عليك حياتها ذاك المهد مع آلاف الأخوة، موت الأخوة ،حيرتها، هروبها، خوفها، تناغمها، وصولها، حكمتها. فهى تعلم وانت لاتعلم. فى حلة ملونة زاهية تهبك ذات وتلك. تهبك نفسها قرباناً لتحيا أنت.
تسمح بالخيط الأبيض ليتخلل عينيك الضيقتين الآثريتين . ينبض قلبك فى شبع. تنظر حولك لتتفحص ذلك العالم الذى تملكه، الموائد المرتصة حولك، الضحكات ورنين الأطباق، ترى هل يعلمون كم روحاً تحرق بخور لهم فى هذة اللحظة؟! كم شعلة من نار مقدسة ترقص تحت أقدامهم؟

يكفى انك وحدك ترى المعبد وهم يرونه حتة سمكة نية في طبق سوشى.